أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن العنصر البصري له تأثير كبير جدًا وفعال في ذاكرة الإنسان، أكثر من العناصر الأخرى كالسمع والشم واللمس، لذلك؛ يُعد الشعار أحد أهم مقومات النجاح لمشروعك التجاري لدى الجمهور في الأسواق وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، فهو الرمز الذي يميّز مشروعك التجاري لتسويقه ونشره وتعريفه للناس.
ما هو الشعار؟
ببساطة شديدة يُعرف الشعار بأنه رمز أو صورة أو عنصر مرئي يعتمد عليه رواد الأعمال وأصحاب الشركات للدلالة على العلامة التجارية، وقد يُستخدم أيضًا للدلالة على خصوصية شيء معين أو عائلة معينة، فهو الوجه المحدد الذي يتمّ من خلاله التعرف على الشركة أو المؤسسة؛ حيث يتكون من رمز أو اسم، أو حروف مختصرة، أو رسوم تعبيرية، ومن الممكن أن يجمع بين شكلين كالجمع بين الحروف والرموز، وقد يعتمد الشعار على لون واحد، أو أكثر من لون، أو باللونين الأبيض والأسود.
أنواع الشعارات
بطبيعة الحال تنقسم الشعارات إلى أنواع كثيرة؛ حيث يختلف الباحثون والمصممون بتسمياتها وتقسيماتها، فالبعض يقسمها إلى ثلاثة أنواع فقط، والبعض يقسمها إلى خمسة، وهناك من يزيد، ولكن سنُبرز أهم ثلاثة أنواع من الشعارات.
– الشعار النصي
يعتمد هذا النوع من الشعارات على استخدام النصوص، ولا يحتوي على أي رسوم أو حتى رموز، وهذا النوع يحتاج إلى مُصممين أكثر إبداعًا وابتكارًا حتى يتمكنوا من تقديم الشعار باستخدام خطوط مميزة توضح فكرة الشركة أو المؤسسة التجارية، وتكون في الوقت ذاته من السهل تذكُّرها لدى الجمهور والعملاء، وهناك الكثير من العلامات التجارية حول العالم ذات الشعارات النصية، ولعل أبرزها شعار “فيسبوك” و”ديزني” و”كوكاكولا” والكثير من العلامات الأخرى.
– الشعار الرمزي
هو عبارة عن رمز خالٍ من أي نصوص يتم تصميمه خصيصًا للعلامة التجارية لكي يعرض الفكرة العامة للشركة أو المؤسسة بأبسط الطرق؛ حيث يتم اختياره من قِبل الشركات أو المؤسسات التجارية، فهذا النوع من الشعارات يعلق بسهولة في أذهان الجمهور والعملاء، ويمكن تذكره لفترات طويلة، ومن أمثلة الشعارات الرمزية شعار شركة “نايكي”، وشعار شركة “بيبسي”، وشعار “تويتر”، وشعار “أبل” وشعار شركة “إنستجرام”، وشعار “واتساب”، وشعار “مرسيدس”، وغيرها من الشعارات الأخرى.
– الشعار المزيج
هذا النوع من الشعارات يجمع بين النصوص والرموز؛ حيث يتطلب الشعار المزيج مهارة كبيرة جدًا لكي يتم مزج الرمز مع النص لينتُج في النهاية شعارًا فريدًا ومميزًا يبقى في أذهان الجمهور والعملاء لفترات طويلة، ومن أمثلة هذه الشعارات شعار شركة “أديداس”، وشعار مؤسسة “ناشيونال جيوغرافيك”، وغيرهما.
كيف تختار شعار مشروعك التجاري بنجاح؟
قد يكون البعض من رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الريادية في حيرة شديدة بسبب عدم معرفتهم الطرق التي تُمكنهم من اختيار الشعارات التي تتناسب مع طبيعة ونوعية أفكار مشاريعهم الخاصة، لذلك؛ سنُبرز أبرز الطرق والخطوات التي تُساعد في اختيار الشعار للعلامات التجارية.
– أن يكون اللوجو معبرًا عن طبيعة نشاطك التجاري.
– انتقاء ألوان شعار مشروعك بطريقة مناسبة للعملاء.
– اجعل شعار مشروعك بسيطًا وغير مليء بالتفاصيل.
– اختر رمزًا جديدًا حتى تكون مميزًا عن منافسيك.
– أن يحتوي شعار مشروعك على بعض اللمسات الفنية.
– إضافة بعض الإشارات إلى شعار مشروعك لجذب انتباه العملاء.
– حسن اختيار الألوان ولا بد أن تكون جذابة وبراقة.
نشأة وتطور الشعارات
لم تكن الشعارات بمختلف أنواعها التي تعتمد عليها العلامات التجارية وليدة اللحظة، ففي العصور الوسطى كان لكل تاجر شعار أو طابع ليميزه عن باقي التجار، وكانت الشعارات أو الطوابع تُستخدم للتعريف بنوعية المنتجات أو بالجهة التي تنتج هذه المنتجات، ومع بداية الثورة الصناعية ازداد الاهتمام بالعلامات التجارية للتعريف البصري من جهة ولتمييز منتجات الشركات والمؤسسات التجارية عن غيرها، وفي خمسينيات وستّينيات القرن الماضي ركز الكثير من المصممين الأمريكيين، أمثال بول راند، ليستر بيل، ساول باس، وشركات التصميم المختلفة على تصميم العلامات التجارية وعلاقاتها البصرية، واعتبروا هذا النشاط من أهم أشكال التصميم الجرافيكي، ولكن بانتهاء الستينيات أدرك العديد من أصحاب الشركات الكبيرة أن تصميم الشعارات من الأشياء الضرورية التي لا يُمكن الاستغناء عنها في جميع الأحوال.
أحدث التعليقات